10 - 05 - 2025

مدينتي الفاضلة| إعلام "إلا احنا"!!

مدينتي الفاضلة| إعلام

بسهولة وسرعة تقدر تعرف من التليفزيون المصري آخر أخبار العالم، لكن أخبار مصر منقبة بأمر اللهو الخفي الذي سكن مبنى التليفزيون وألقي مفتاحه في النيل.. ممنوع إذاعة أي حادث جلل على الهواء، إلا بعد وصول بيان رسمي من أي جهة مسؤولة، خوفا من حاجات كتير أهمها زوال كرسي السلطة أو حتى خدشه بعرض الحقيقة!! مساء الأحد 4/8 دوى انفجار في المنيل أيقظ السكان من المنيل إلى 6 أكتوبر.. لحظات وانتشر على الفيس بوك خبر مصحوب بفيديوهات انفجار أمام مبنى معهد الأورام، رأينا نيران مشتعلة تتوهج وتلتهم سيارات خاصة، واجهة مبنى المعهد القومي للأورام تتطاير، صراخ وفزع ومحاولات لإخراج المرضي بدءا من الأطفال.. ثم جثث مغطاة على الأرض في طريق عجلات السيارات الهاربة من الجحيم.. نفتح التليفزيون باحثين عن أي خبر، لكن ولا الهوا، التليفزيون في قيلولة طالت حتى غربت عنه الشمس وهربنا من خموله!!

ندور على القنوات الخاصة نتوسل أي خبر للاطمئنان، لكن الحذر ساد الاعلام فأفقده السيادة!! أصبح إعلامنا لطيفا ينتقي ما يشرح القلب من أغان ويتنافس لاصطياد الإعلانات، وتكرار عرض مصائب وكوارث العالم كله، إلا احنا!! لأننا في مصر محروسين وهم كفرة أو ملعونين!! 

حتى أشرقت الشمس صباحا ببيان من وزارة الصحة وآخر من إدارة المرور، التزمت كل القنوات بإذاعته لكن في آخر كل النشرات!! وبعد إجهادنا بعرض تفاصيل أزمات وكوارث سورية وتركيا وإيران واليمن وأفغانستان وروسيا وأمريكا والعراق والبلح أمهات.. فبماذا أبلغونا ونورونا وطمأنونا!! ظلوا طوال الصباح يكررون البيان الوحيد الصادر من وزارة الصحة وإدارة المرور، على خلفية حزينة لفيديو واحد سرقوه من الفيس بوك!! مذيع كالآلة يكرر أن "وزارة الصحة تعلن وقوع تصادم بين سيارة عكس الاتجاه مع ثلاث سيارات، نتج عنه انفجار وحرائق وتدمير واجهة معهد الأورام، وان المرضى بخير، والجرحى ال 30 يتلقون أفضل رعاية، وأن الموتى 19 والحالات الحرجة 3".. يليه بيان إدارة المرور التي تعلن بعد 6 ساعات ولمدة يوم كامل!!  بأنها في مرحلة البحث عن بيانات السيارة المنفجرة!!

في مواقع كثيرة نرى سيارات الشرطة الذكية الجديدة، القادرة على رصد بيانات أي سيارة أمامها أو خلفها، فهل نامت بطارياتها!! وكل محطة تليفزيونية تملك سيارات حديثة مجهزة لتغطية الأحداث، لا تتحرك إلا لتصوير جولات واجتماعات المسئولين!! فلماذا لا يجازي مجلس الرصد الإعلامي هؤلاء النيام!! لماذا لا يحاسب ماسبيرو على إهدار المال العام وإهدار حقنا في رؤية الحدث فور حدوثه، دون تعليق لحين صدور بيان رسمي أمين يعلن الحقيقة ويقمع الشائعات في مهدها!! ولماذا لا يحاسب المسئولين عن التأخير في إعلان الحقيقة، لنفي أو تأكيد شائعة أنه عمل إرهابي ردا على تأييد محكمة الجنايات التحفظ على أموال متهمي " خطة الأمل"!!

الدولة دخلت موسوعة جينيس بأوسع كوبري في العالم في زمن قياسي، والاعلام النائم والخائف ممكن يقطع نور الكوبري.   

مقالات اخرى للكاتب

 مدينتي الفاضلة | محاكمة القرن.. دين شنوده إيه؟!